بعد انتهاء مرحلة الثانوية العامة بكل ضغوطها وقيودها، يبدأ الطالب رحلته الجامعية بخطوات مترددة، محاطًا بمشاعر الحماس والتوتر، والرهبة من المجهول؛ ومع أول يوم داخل الحرم الجامعي، تلوح في الأفق ملامح جديدة للتجربة، وأبرزها: التعامل مع الدكتور الجامعي.
تابع المزيد:سنة أولى جامعة| الأنشطة الطلابية تضييع وقت أم استثمار ذكي؟
هنا تنقلب المعادلة فالدكتور ليس المدرس التقليدي، والمحاضرة ليست الحصة، ولا مجال للسؤال المعتاد: "هو فيه امتحان بكرة؟؛ وفي السطور التالية، نقدم دليلاً مبسطًا لطلاب سنة أولى جامعة حول كيفية التعامل مع أعضاء هيئة التدريس منذ اليوم الأول.
1. الأستاذ الجامعي ليس معلما.. بل شخصية أكاديمية مستقلة
يختلف الدكتور الجامعي عن المدرس في عدة جوانب؛ فهو ليس شخصًا يلقن المعلومات فقط، بل باحث وأكاديمي يحمل مؤهلات علمية متقدمة، ولديه رؤية واضحة لتخصصه، وطريقة صارمة في عرض مادته العلمية؛ لذا فإن أول قاعدة يجب على الطالب إدراكها: التعامل مع الدكتور الجامعي يتم بمنتهى الاحترام والتقدير، مع مراعاة المسافة المهنية، وعدم استخدام العبارات اليومية المعتادة مثل: "إزاي حضرتك؟"، أو "هو فين الشيت؟"؛ بل استخدام خطاب رسمي مهذب.
2. لا تسأله عن الامتحان.. اقرأ الخطة الدراسية
في الجامعات، يسلم الطلاب في أول أسبوع ما يسمى بـ"الخطة الدراسية" ، والتي توضح مواعيد المحاضرات، الامتحانات، تسليم الأبحاث، وعدد الدرجات.
لذلك، لا تنتظر أن يخبرك الدكتور كل مرة بموعد الاختبار أو المشروع أنت الآن مسؤول عن متابعة المواعيد بنفسك.
كما أن الأسئلة المتكررة التي تعكس الإهمال أو التشتت، قد تضعك في موقف غير مرغوب أمام هيئة التدريس.
3. الهيبة لا تعني الخوف.. لكن التوازن مطلوب
بعض الطلاب يظنون أن الدكتور الجامعي لا يحب الحديث أو النقاش، بينما العكس هو الصحيح فمعظم أعضاء هيئة التدريس يرحبون بالحوار، بشرط أن يكون في سياق محترم ومنظم.
لا تقاطع حديث الدكتور، ولا تهمس مع زميلك أثناء الشرح انتظر حتى يفتح المجال للأسئلة، ثم عبر عن استفسارك بلغة مهذبة وموضوعية واحذر من الأسلوب المتعالي أو محاولة إثبات الذات بشكل مبالغ فيه.
4. المراسلات عبر البريد الإلكتروني.. لا رسائل واتساب
في الجامعة، لا يقبل إرسال الرسائل غير الرسمية التواصل مع الدكتور الجامعي يتم عادة عبر البريد الإلكتروني الجامعي، ويجب أن تكون صيغة الرسالة رسمية.
مثال لرسالة جيدة:
السلام عليكم دكتور/ أحمد،
أنا الطالب/ محمد علي، من الفرقة الأولى – كلية الآداب.
أود الاستفسار عن الموعد النهائي لتسليم البحث الخاص بمقرر النقد الأدبي.
شكرًا لوقت حضرتك، وتفضلوا بقبول فائق الاحترام.
تحياتي.
5. احرص على الحضور حتى لو لم يكن إجباريًا
في بعض الجامعات، لا يتم تسجيل الحضور اليومي، لكن هذا لا يعني أن الغياب ليس له تأثير فالدكتور يلاحظ من يهتم بالمحاضرات، ومن لا يظهر إلا في الامتحانات.
الحضور المنتظم يظهر التزامك، وقد يكون له أثر إيجابي عند التقييم النهائي أو عند الحاجة لأي مساعدة مستقبلية.
6. تعلم كيف تسأل.. فالسؤال مرآة لشخصيتك
أسلوبك في طرح السؤال يكشف الكثير عنك لا ترفع يدك لمجرد الحديث العشوائي، ولا تسأل أسئلة سطحية لمجرد الظهور؛ إذا كان لديك استفسار، حضّر له جيدًا، وابدأ حديثك بـ:"هل يمكنني أن أطرح سؤالًا فيما يخص النقطة التي ذكرتموها عن...؟"؛ هذه الطريقة تترك انطباعًا إيجابيًا وتظهرك كطالب مهتم ومتابع.
7. لا تحاول التودد أو النفاق.. فقط كن محترفًا
يحاول بعض الطلاب في أول عام جامعي أن يتقربوا من الأساتذة بصورة مبالغ فيها، إما بالمجاملات أو الأسئلة غير الضرورية؛ الحقيقة أن الدكتور الجامعي يقدر الطالب المجتهد، لا المُتودد.
ابنِ صورتك من خلال التزامك بالمادة، مشاركتك في النقاش، واحترامك لمواعيد التسليم، لا من خلال الكلام المعسول أو المجاملات غير المبررة.
8. قد يكون الدكتور مرشدًا حقيقيًا لك
بمرور الوقت، قد تكتشف أن أحد الأساتذة يمتلك فكرًا يلهمك، أو طريقته في التدريس تشجعك على حب التخصص؛ لا تتردد في بناء علاقة أكاديمية محترمة معه.
يمكن أن يكون هذا الدكتور هو من يدعمك في مشروعات التخرج، أو يكتب لك توصية لأحد البرامج أو المنح الدراسية لاحقًا.