في أروقة الجامعات، وبين قاعات المحاضرات وأيام الامتحانات، تبرز لافتات تدعو الطلاب للمشاركة في أنشطة طلابية مختلفة بعضها فني، وبعضها تطوعي، وبعضها قيادي أو بحثي، وهنا يقف الطالب الجديد حائرًا: هل ينخرط في هذه الأنشطة؟ أم يكتفي بدراسته؟ فهل هي ترف أكاديمي لا جدوى منه؟ أم استثمار ذكي قد يفتح له آفاقًا لا تتيحها القاعات الدراسية؟
اقرأ أيضا.. سنة أولى جامعة| لا تقارن نفسك بأحد
هل تضيع وقتك حين تنخرط في نشاط طلابي؟
يظن بعض الطلاب أن الأنشطة الطلابية تشغلهم عن المذاكرة، وتؤثر سلبًا على تحصيلهم العلمي، هذا الظن قد يكون صائبًا إذا أُسيء استخدام الوقت، أو إن اختار الطالب نشاطًا لا يناسب اهتماماته أو جدول دراسته، ولكن التجربة أثبتت أن الطلاب المنخرطين في أنشطة مناسبة، غالبًا ما يطورون مهاراتهم الشخصية، وينجحون أكاديميًا بنفس الوقت، بل ويتفوقون.
متى تكون الأنشطة استثمارًا ذكيًا؟
تصبح الأنشطة الطلابية ذات قيمة مضافة حين:
-
تخدم أهدافك الشخصية أو الأكاديمية
مثل الانضمام إلى نادٍ بحثي أو منظمة تطوعية تعمل في مجالك. -
تفتح لك علاقات اجتماعية نوعية
إذ تتعرف إلى زملاء من تخصصات وخلفيات مختلفة، ما يوسع أفقك الاجتماعي والمهني. -
تنمي مهاراتك الحياتية
كالعمل ضمن فريق، وحل المشكلات، وإدارة الوقت، والقيادة. -
تعزز من سيرتك الذاتية
فالشركات والمؤسسات لا تكتفي اليوم بشهادة جامعية فقط، بل تهتم بما فعله الطالب خارج قاعة المحاضرات.
كيف تختار النشاط المناسب لك؟
لا تنجذب للأسماء البراقة أو نشاطات الأصدقاء فقط بل اسأل نفسك:
-
ما الذي أود تطويره في نفسي؟
إن كنت خجولًا، فانضم لمجموعة نقاش أو إذاعة جامعية وإن كنت مهتمًا بالبيئة، فابحث عن فريق تطوعي يهتم بها. -
هل لدي وقت كافٍ؟
لا تلتزم بنشاط يستهلك وقتك على حساب دراستك اختر ما يناسب جدولك الأكاديمي. -
ما العائد الحقيقي من النشاط؟
هل يضيف لك مهارة؟ يوسع علاقاتك؟ يتيح لك خبرة عملية؟ -
هل يتماشى مع أهدافي المهنية؟
فكر في مستقبلك المهني عند اختيار النشاط، واختر ما يخدمه ويقربك إليه.
نماذج ناجحة لأنشطة جامعية مفيدة
-
المشاركة في نوادي القراءة أو البحث العلمي
تطور التفكير التحليلي وتعزز مهارات النقاش. -
العمل في لجان تنظيم المؤتمرات أو الفعاليات
تنمي مهارات القيادة، وإدارة الفرق، والضغط، والتخطيط. -
المساهمة في المجلات الجامعية أو الإذاعة
مفيدة لمحبي الكتابة أو الإعلام. -
الانضمام إلى مبادرات ريادة الأعمال
تمنحك فرصة لتجربة بيئة العمل والتفكير الريادي.
الأنشطة ليست بديلًا للدراسة بل مكمل لها
من المهم أن يفهم الطالب أن الأنشطة الطلابية ليست نقيضًا للدراسة، بل مكملًا لها، فمن خلالها يتدرب على مهارات الحياة، ويكتشف ذاته، ويكون شخصيته المهنية والاجتماعية.
الجامعة ليست فقط مكانًا للكتب والمقررات، بل هي مختبر لتجربة الذات، وتشكيلها لا تكن متفرجًا على من يصنع الفرق، بل كن جزءًا من الصورة اختر ما يناسبك، وابدأ صغيرًا، ولكن ابدأ.