عبارات يجب تجنبها مع شريك حياتك، حتى وإن بدت في ظاهرها بريئة أو نابعة من نوايا طيبة هذا ما حذر منه خبير علم النفس الأمريكي الدكتور مارك ترافيرس، مشيرًا إلى أن بعض العبارات التي تبدو كمجاملات إيجابية قد تحدث ضررًا عميقًا في العلاقة العاطفية، خاصة إذا تكررت دون وعي بتأثيرها النفسي طويل المدى.

الدكتور ترافيرس، الحاصل على شهادات في علم النفس الاجتماعي من جامعتي كورنيل وكولورادو بولدر، أكد أن الكلمات التي نستخدمها مع من نحب لا تمر دائمًا دون أثر، وقد تكون سببًا خفيًا في تآكل الثقة أو خلق شعور بالضغط النفسي والواجب العاطفي غير المتوازن.

تابع أيضا:شريك الحياة النرجسي.. قواعد للنجاة من علاقة تستنزفك بصمت

مجاملات “خادعة”.. لا تقول هذه العبارات لشريكك

 

وفقًا لترافيرس، هناك عبارتان شائعتان بشكل خاص يجب التوقف عند استخدامهما، لأنهما قد تعزز أنماطًا من التكيف غير الصحي وتؤثر على طبيعة التواصل بين الطرفين:

1. “كيف تبقين هادئة دائمًا؟”

هذه الجملة تبدو للوهلة الأولى كمديح للهدوء وضبط النفس، لكنها تخفي بحسب ترافيرس رسالة ضمنية خطيرة، فهي تمجد الكبت لا التعبير، وتعزز نموذجًا نفسيًا يشجّع الشريك على كتمان مشاعره خشية أن يفقد مكانته في العلاقة إذا عبر عن غضبه أو حزنه.

 

ويعرف هذا النوع من السلوك في علم النفس بـ”التثبيط العاطفي الاجتماعي”، وهو ميل الشخص إلى إخفاء مشاعره الحقيقية كي لا يزعج الطرف الآخر، ومع الوقت، قد يؤدي هذا إلى ظهور أعراض قلق واكتئاب يصعب ملاحظتها من الخارج.

 

2. “أنت الشخص الوحيد الذي يمكنني التحدث إليه”

على الرغم من أن هذه العبارة قد تقال بدافع الحب والامتنان، إلا أن ترافيرس يراها من أخطر ما يمكن قوله في علاقة، لأنها تضع عبئًا نفسيًا هائلًا على الطرف الآخر، وتجعله يشعر وكأنه المسؤول الوحيد عن توازنك النفسي.

وقد أظهرت دراسة نفسية سابقة أن الأشخاص الذين يوزّعون احتياجاتهم العاطفية على أكثر من مصدر مثل الأصدقاء أو العائلة يتمتعون بصحة نفسية أفضل وعلاقات أكثر استقرارًا، مقارنةً بمن يحمّلون شريكهم وحده كامل العبء العاطفي.

 

امدح بلطف وشجع على التعبير

ينصح الخبراء بأن تكون المجاملات في العلاقة وسيلة لخلق “أمان عاطفي”، لا أداة لكبت المشاعر أو دفع الشريك إلى تقمّص دور مثالي، على سبيل المثال، بدلاً من قول “أنت دائمًا هادئة”، يمكن قول: “أقدر الطريقة التي تعاملت بها مع الموقف رغم توتره، لقد كان تصرفك مميزًا.”

هذا النوع من التعبير لا يحمّل الطرف الآخر عبئًا نفسيًا، بل يمنحه مساحة للتعبير عن مشاعره دون خوف 


وفي ختام تحليله، يشير الدكتور ترافيرس إلى أن بعض الألقاب العاطفية مثل “حبيبي” أو “ملاكي” قد تستخدم أحيانًا كقناع لتفادي المواجهة، مما يؤدي إلى تراكم المشكلات تحت سطح العبارات الجميلة.

 

ويقول: “العلاقات القوية تبنى على الصراحة والنضج، لا على الكلمات المنمقة وحدها، من الأفضل مواجهة المشكلات بحب وصدق، بدلًا من دفنها تحت ستار الإطراء.