أن تغادر منزل الأسرة لأول مرة وتنتقل إلى المدينة الجامعية أو تسكن بمفردك، هو اختبار نفسي قبل أن يكون مرحلة دراسية جديدة، سنوات طويلة اعتدت فيها على دفء البيت، صوت الأم صباحًا، وجبة الغداء الجاهزة، المذاكرة في غرفتك المألوفة، والآن تجد نفسك فجأة في مكان مختلف، بمسؤوليات لم تتخيل أنك ستواجهها يومًا، فكيف تمر من هذا التحول الكبير دون أن تنكسر؟

 

اقرأ أيضا.. سنة أولى جامعة| بين الصحاب والضياع.. هل يحدد أصدقاؤك مصيرك في الجامعة؟

 

1. لا تقاوم الغربة افهمها أولًا

الشعور بالوحدة طبيعي تمامًا، خاصة في الأسابيع الأولى، ليس من الضعف أن تشتاق، بل من النضج أن تعترف بذلك وتتعلمه، احتضن مشاعرك ودونها، تحدث إلى أهلك باستمرار، لكن لا تجعل التواصل معهم يعزلك عن عالمك الجديد، الغربة ليست عدوًا، بل معلم قاسي وصادق.

 

2. رتب يومك بنفسك

من اللحظة الأولى، ستكتشف أن الاستيقاظ مبكرًا لم يعد مهمة الأم، وأن تناول الطعام لا يحدث تلقائيًا، هنا تبدأ أولى خطوات النضج الحقيقي: إعداد جدولك بنفسك، خصص وقتًا للدراسة، وآخر للتنظيف، وللطبخ إن كنت تقيم وحدك، التنظيم هو مفتاح الشعور بالأمان وسط هذا التغيير.

 

3. تكوين صداقات حقيقية لا يكن بديلًا عن عائلتك

في محاولتك لتجنب الشعور بالوحدة، قد تميل إلى إقامة صداقات سريعة فقط لتملأ الفراغ، احذر من التسرع، خذ وقتك لتتعرف على من حولك، واختبر صدقهم، لا تبحث عن "نسخة من أهلك"، بل عن رفقة تشاركك طموحاتك وتدفعك للأمام.

 

4. أول أزمة مالية؟ لا تنهار

ربما كانت أول صدمة هي أن المصروف لا يكفيك الأسبوع بأكمله، أو أنك أنفقت الكثير على وجبة خارجية واحدة، هذا طبيعي، ابدأ بكتابة ميزانية بسيطة، وتعلم فن الادخار، تجربة الاستقلال المالي قد تكون شاقة في البداية، لكنها ستمنحك ثقة كبيرة في نفسك مستقبلاً.

 

5. ابحث عن مصدر أمان داخلي

ابتعدت عن مصدر أمانك الأول، أهلك. إذن، حان الوقت للبحث عن مصدر جديد داخلك، طور عادات تجعلك تشعر بالثبات: قراءة، تأمل، رياضةن كلما زاد شعورك بالسيطرة على يومك، قل شعورك بالضياع.

 

6. لا تنسى الهدف الأساسي

وسط كل التحديات النفسية والمعيشية، تذكر أن وجودك هنا لهدف كبير، لا تجعل الغربة أو الشعور بالحنين يعطلك عن دراستك، النجاح الدراسي سيمنحك دافعًا قويًا لتجاوز كل العقبات الأخرى.

 

7. لا تخاف من طلب المساعدة

إذا شعرت بالضغط النفسي الزائد، لا تتردد في طلب المساعدة، تحدث إلى أحد أفراد هيئة التدريس، أو صديق موثوق، أو أخصائي نفسي إن احتجت، القوة ليست في الصمت، بل في الاعتراف بالمشكلة والبحث عن حل.

 

أول سنة بعيدًا عن أهلك ليست مجرد فصل جديد في حياتك الدراسية، بل بداية تشكيل شخصيتك المستقلة، كل صعوبة تمر بها الآن هي لبنة تبني بها ثباتك النفسي والنضج الحقيقي، امنح نفسك الوقت، وتعلم من كل موقف، فأنت الآن تكتب قصتك بنفسك.