ما إن تطأ قدماك قاعة المحاضرات للمرة الأولى حتى يداهمك شعور غريب، مزيج من الحماس والخوف، تتأمل المقاعد، والوجوه الجديدة، ثم يدخل الدكتور، فتتجمد الكلمات في فمك، إنها رهبة أول محاضرة جامعية، الشعور المشترك بين معظم الطلاب الجدد، لكن كيف يمكنك التعامل مع هذا التوتر الطبيعي دون أن يؤثر على بدايتك الدراسية؟

 

اقرأ ايضا.. سنة أولى جامعة: هل تتغير المبادئ مع أول صدمة؟

 

لماذا نشعر بالرهبة من الأساتذة؟

  • سلطة جديدة لم نعتدها:
    في المدرسة، كانت العلاقة مع المعلمين محكومة بمنظومة واضحة، أما في الجامعة فالأمر مختلف، الأستاذ لا يملي التعليمات فحسب، بل يتعامل بندية أكاديمية تشعرك بالمسؤولية.

  • الخوف من التقييم:
    أغلب الطلاب يعتقدون أن نظرة الدكتور الأولى قد تحدد مسارهم الدراسي، فيبالغون في الخوف من الوقوع في الخطأ.

  • صورة نمطية مسبقة:
    قد تصل إلى الجامعة محمّلًا بحكايات عن دكاترة "صارمين" أو "لا يرحمون"، ما يفاقم رهبتك حتى قبل أن تختبرهم بنفسك.

 

نصائح للتغلب على رهبة أول محاضرة

1. غير طريقة تفكيرك

ابدأ بإقناع نفسك أن الأستاذ ليس خصمًا بل مرشدًا. كلما نظرت إليه على أنه مصدر معرفة لا تهديد، خفت وطأة القلق.

2. الحضور المبكر يكسر الحاجز

الوصول مبكرًا يمنحك فرصة لاختيار مكان مناسب، ومراقبة الأجواء بهدوء، والتفاعل التدريجي مع زملائك، مما يقلل من التوتر.

3. تفاعل دون مبالغة

لا داعي لأن تتحدث كثيرًا لتثبت ذاتك، ولكن لا تظل صامتًا طوال الوقت، المشاركة الذكية تترك انطباعًا جيدًا دون إثارة الانتباه الزائد.

4. هيئ نفسك مسبقًا

راجع اسم المادة، ومجالها العام، ولوحة الإعلانات الإلكترونية، المعرفة المسبقة تمنحك الثقة وتشعرك بأنك لست في المجهول.

5. ارسم صورة واقعية للدكتور

دعك من القصص التي سمعتها، وابدأ علاقتك بالأستاذ بناءً على ما تراه وتختبره بنفسك، غالبًا ما يكون الأساتذة أكثر مرونة مما تظن.

 

أشياء تجنبها في أول محاضرة

  • لا تدخل متأخرًا، فذلك يعطي انطباعًا سلبيًا من البداية.

  • لا تتهامس مع زميلك أثناء شرح الدكتور.

  • لا تتعجل في الحكم على الأستاذ من أول محاضرة، فبعضهم يبدأ بجفاف ثم يتحوّل إلى داعم كبير لطلابه.

 

هل تختلف الرهبة بين الأقسام؟

نعم، فقد تكون أكثر حدة في الكليات النظرية ذات الأعداد الكبيرة، حيث يشعر الطالب بأنه مجرد رقم، بينما في الكليات العملية قد يقل الخوف بسبب التفاعل المباشر في المعامل أو الورش.

لكن في النهاية، يظل مفتاح التغلب على هذا الشعور واحدًا: الاستعداد النفسي والثقة بالنفس.

 

ماذا بعد أول محاضرة؟

مع مرور الوقت، ستدرك أن الدكتور لا يلاحقك، وأن الخوف كان مبالغًا فيه. ستتعلم أن تسأل، وتناقش، وتختلف أحيانًا، وتفهم أن العلاقة بين الطالب والأستاذ علاقة احترام متبادل، لا أكثر ولا أقل.

 

رهبة أول محاضرة ليست نقطة ضعف، بل علامة على أنك تبدأ مرحلة جديدة من حياتك، لا تجعل هذا الخوف يقيدك، بل استخدمه دافعًا لتثبت لنفسك أنك قادر على المواجهة، الجامعة ليست مجرد دروس، بل تدريب على الحياة، وأول دروسها أن تثق بنفسك في مواجهة المجهول.