يدخل الطالب بوابة الجامعة لأول مرة، محملاً بتوقعات أسرته، ومكبلاً بذكريات الثانوية العامة، لكنه سرعان ما يكتشف أن الجامعة ليست مجرد محاضرات وامتحانات، بل عالم مستقل، بتفاصيله الصغيرة وعلاقاته المتشابكة، وأحيانًا بتناقضاته الكثيرة.

 

"كنت فاكر إن الجامعة هي قاعة كبيرة ودكتور بيشرح وخلاص، لكن طلع فيه مئات التفاصيل اللي بتأثر على يومي وشخصيتي".. هكذا يروي عبدالرحمن عصام، طالب في الفرقة الأولى بكلية الحاسبات.

 

تابع المزيد:من المدرس للدكتور.. إزاي تتعامل مع أساتذة الجامعة في أول يوم؟

 

منهجك مش في الكتاب بس.. المنهج الحقيقي في الحياة حواليك

في أول أسابيع الجامعة، يبدأ الطالب في إدراك أن التحدي لا يكمن في حفظ المادة العلمية، بل في التعامل مع الواقع من حوله: كيف يتواصل مع زملائه؟ كيف يضبط يومه؟ كيف يدير وقته بين الدراسة والنشاط؟ وكيف يحتفظ بهويته وسط عالم يبدو في بعض الأحيان غريبًا؟

 

أنت المدير التنفيذي لحياتك الجامعية

أحد أبرز الفروق بين المدرسة والجامعة، هو أن الطالب الجامعي يصبح مسؤولًا عن نفسه بالكامل:

  • ما فيش حد هيفكرك بالمذاكرة

  • ولا هيتصل بوالدك لو غبت

  • ولا هيديك واجب لازم تسلمه بكرة

وهنا تبدأ مهارة إدارة الذات، وهي المهارة اللي لو أتقنتها في سنة أولى، هتفرق معاك في كل السنين اللي جاية.

 

الصداقة، النشاط، السكن.. كل حاجة بتشكلك

اللي اختار يعيش في سكن الجامعة أو سكن خارجي، بيعرف تمامًا إن الجامعة مش مجرد مكان دراسة؛ من أول تحضير الفطار في أوضة 4 أفراد، لحد لحظات الصمت في نهاية اليوم، بتبدأ رحلتك مع تحمل المسؤولية، ومشاركة الآخرين، وفهم الناس على اختلاف شخصياتهم.

 

ومن أول نشاط طلابي هتشارك فيه، أو جمعية خيرية هتكون عضو فيها، هتكتشف إن فيه مواهب جواك، وإنك مش مجرد رقم جلوس.

 

الحرية.. نعمة أحيانًا ولعنة أحيانًا تانية

الحرية واحدة من أهم التغيرات اللي بيشعر بيها الطالب في الجامعة؛ لكن السؤال هو:هل هتستغلها لبناء شخصيتك وتنظيم وقتك؟ ولا هتضيع فيها وتبدأ تنسحب من الدراسة والعلاقات الإيجابية؟

 

 

الجامعة فرصة.. مش مجرد مرحلة

تخيل إنك بتدخل مكان فيه آلاف الشباب من خلفيات مختلفة، بيفكروا بشكل مختلف، وعندهم أحلام وطموحات، وبعضهم ممكن يكونوا شركاء في مستقبلك؛ فكر في الجامعة كمجتمع صغير، بيتشكل كل يوم؛ أنت مش مجرد متلقي، أنت جزء من صناعه.