كشفت دراسة نفسية حديثة أن الأشخاص الذين يسعون للدخول في علاقة حب بدافع داخلي نابع من رغبة حقيقية في التواصل وبناء علاقة ذات معنى، هم الأوفر حظًا في العثور على شريك خلال فترة قصيرة، مقارنة بمن تدفعهم مشاعر النقص أو الضغط الاجتماعي.
البحث، الذي قاده البروفيسور جيف ماكدونالد من جامعة تورونتو، طوّر مقياسًا نفسيًا جديدًا يعرف باسم "مقياس الدافع الذاتي للسعي نحو العلاقات العاطفية" (AMRPS)، بهدف فهم ما الذي يدفع الناس فعلاً نحو الحب
اقرأ أيضا.. كيف تتعامل مع حبيبتك إذا تجاهلتك؟ خطوات ذكية لفهم مشاعرها والتقرب منها
لماذا ينجح البعض في الحب بينما يفشل آخرون؟
استند الفريق إلى نظرية "تحديد الذات" في علم النفس، والتي تفرق بين الدوافع الذاتية النابعة من داخل الشخص، وتلك المفروضة عليه من الخارج كالتوقعات أو القلق من العزلة.
وقد صنف الباحثون الدوافع إلى ست فئات رئيسية:
-
الدافع الداخلي: البحث عن الحب لأنه ممتع وذو قيمة شخصية.
-
الدافع المحدد: لأنه يتماشى مع أهداف الشخص وقيمه.
-
الدافع الذاتي الإيجابي: لتعزيز الثقة بالنفس.
-
الدافع الذاتي السلبي: لتجنب مشاعر الخجل أو الفشل.
-
الدافع الخارجي: لإرضاء المجتمع أو الهرب من نظرة "العزوبية".
-
اللامبالاة: غياب أي دافع واضح للارتباط.
من يدخل في علاقة؟ ومن لا يفعل؟
تابع الباحثون أكثر من 3,000 شاب وشابة أعزب، تتراوح أعمارهم بين 18 و39 عامًا، وقاسوا مدى توافق دوافعهم العاطفية مع مؤشرات الرضا عن الحياة وجاهزيتهم للعلاقات.
النتيجة؟ الأشخاص الذين تحركهم دوافع داخلية أو أهداف شخصية واضحة، كانوا الأكثر احتمالًا للدخول في علاقة فعلية خلال ستة أشهر، أما أولئك الذين ساقتهم مشاعر القلق، أو الضغوط الاجتماعية، فقد واجهوا صعوبة في الارتباط.
وقال ماكدونالد: "الذين يبحثون عن علاقة لأنها ممتعة، أو لأنها تعبر عن أهدافهم في الحياة، هم ببساطة من ينجحون في بناء علاقة حقيقية".
حتى غير المهتمين قد يقعون في الحب
في مفارقة لافتة، وجد الباحثون أن بعض من قالوا إنهم لا يشعرون بأي رغبة في الحب، دخلوا في علاقات غير متوقعة، وهو ما يشير إلى أن العلاقات قد تنشأ أحيانًا من تفاعلات عفوية، حتى لمن يظنون أنهم "غير معنيين" بها.
كما فند البحث الاعتقاد السائد بأن الضغط الاجتماعي قد يدفع الناس إلى علاقات ناجحة، بل على العكس، أظهرت النتائج أن هذه الضغوط قد تعيق الاستعداد النفسي، وتؤثر سلبًا على جودة العلاقة في حال نشأتها.
مقياس لفهم الذات.. لا للحكم على الآخرين
في النهاية، أوضح فريق الدراسة أن المقياس الجديد لا يهدف للحكم على أحد، بل لتقديم أداة علمية تساعد الأفراد والباحثين على فهم دوافع الحب بشكل أعمق، فالطريق إلى علاقة ناجحة لا يبدأ بالخوف من الوحدة، بل من وعي داخلي صادق برغبة في التقرب من الآخر وبناء شيء مشترك.