في تقدم طبي يبشر بتحول كبير في علاج أحد أكثر أمراض الظهر إزعاجًا، نجح باحثون من جامعة أكسفورد بالتعاون مع مؤسسة Versus Arthritis البريطانية في تحديد السبب الجذري وراء مرض التهاب الفقار المحوري (Axial Spondyloarthritis)، وهو مرض التهابي مزمن يصيب العمود الفقري ويؤثر على مئات الآلاف حول العالم.
وبحسب ما نشره موقع Daily Mail، فقد كشفت الدراسة أن الخطر لا يأتي من الدم كما كان يعتقد، بل من نوع معين من الخلايا المناعية يُدعى CD4+ TRM17، تتمركز حول المفاصل وتُفرز بشكل دائم بروتينًا التهابيًا قويًا يعرف بـ"الإنترلوكين-17 (IL-17)"، الذي يؤدي إلى نشوء الالتهاب وتفاقمه.
اقرأ أيضا.. الترقية لا تعتمد على الجهد فقط.. 7 مهارات ناعمة تفتح لك أبواب التقدير والصعود
لماذا يعد هذا الاكتشاف ثورة طبية؟
للمرة الأولى، حدد الباحثون المصدر الحقيقي للـ IL-17، وهو ما وصفه الدكتور لي تشين من جامعة أكسفورد بأنه "نقلة نوعية قد تمهد الطريق نحو علاج يستهدف هذه الخلايا مباشرة بدلًا من الاكتفاء بحجب البروتين فقط".
حاليًا، تفيد العلاجات المعتمدة على تثبيط IL-17 نحو 50% من المرضى فقط، وتتطلب تناول الدواء مدى الحياة دون أن تحقق شفاءً كاملاً أما الاستراتيجية الجديدة، فتقوم على منع إنتاج البروتين من جذوره، مما قد يخفف من الاعتماد المستمر على العلاجات ويُوفر نتائج طويلة الأمد.
من هم الأكثر عرضة للإصابة؟
يصيب مرض التهاب الفقار المحوري أكثر من 200 ألف شخص في بريطانيا وحدها، ويظهر غالبًا قبل سن 45، على هيئة:
-
ألم مزمن في أسفل الظهر والوركين، يشتد ليلًا
-
إرهاق مستمر
-
احتمال الإصابة بالصدفية وأمراض الأمعاء الالتهابية
-
وفي الحالات المتقدمة: التحام فقرات العمود الفقري وتقييد الحركة
لماذا يهمنا هذا الاكتشاف؟
لأنّه يفتح الباب أمام علاجات أكثر دقة وأقل اعتمادًا على الأدوية طويلة الأمد، ويوفر أملًا حقيقيًا لفئة كبيرة من المرضى الذين لم تُجدِ معهم العلاجات الحالية.