هل نربي أبناءنا على الخوف أم على الوعي؟ هذا السؤال يجب أن يطرح بكل صراحة عندما نتحدث عن التربية الجنسية للأطفال، تلك المنطقة المسكوت عنها في بيوتنا رغم أهميتها القصوى، فهي خط الدفاع الأول ضد أي خطر قد يهدد أجسادهم ونفسياتهم.
إن التربية الجنسية لا تبدأ عند سن البلوغ كما يظن البعض، بل تبدأ منذ لحظة ولادة الطفل، ومن الضروري مثلاً ألا يتم تغيير الحفاضة أمام أحد، وأن يغلق الباب أثناء تغييرها، حتى يشعر الطفل منذ نعومة أظافره بوجود خصوصية يجب احترامها، وإذا اضطرت الأم للغياب، فمن الأفضل أن تتولى الجدة أو أحد البالغين الكبار في المنزل هذه المهمة، وليس الإخوة الأصغر سنًا.
فحين يبدأ الطفل في الإدراك، يجب أن يدخل الحمام بنفسه، وعلى الأم أن توجهه فقط دون أن تتدخل كثيرًا في تنظيفه، لترسخ لديه الشعور بالاستقلال والمسؤولية عن جسده، وعند البدء في تدريبه على خلع الحفاضة، لا بد من إغلاق باب الحمام وعدم السماح لأحد بالدخول، لأن هذه اللحظات التأسيسية تغرس فيه فكرة أن هناك أماكن لا يجب لأحد أن يراها أو يقترب منها.